جامعة أبوظبي تتعاون مع السفارة الألمانية لاستضافة نخبة من القادة والخبراء لإعادة رسم ملامح الحياة الحضرية المستدامة
نظمت جامعة أبوظبي، بالتعاون مع السفارة الألمانية بالدولة، جلسة حوارية مهمة حول المناخ بعنوان «بناء مدن المستقبل المستدامة والذكية والصحية»، وذلك في إطار التعاون المشترك بين مختلف الجهات لمواجهة تغيّر المناخ وتطوير مدن حضرية مستدامة. أقيم الحدث في حرم الجامعة الرئيس بأبوظبي في 9 أبريل الجاري، وجمع نخبة من الشخصيات من القطاعات الحكومية والأوساط الأكاديمية والصناعية، بهدف استكشاف أفكار تطويرية مبتكرة في مجالي الاستدامة الحضرية والصحة العامة، تتماشى مع أهداف دولة الإمارات في مواجهة تغيّر المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
تضمّن الحدث سلسلة من حلقات النقاش الغنية بالأفكار، وورش العمل التفاعلية، وكلمات رئيسية ملهمة ألقاها نخبة الخبراء في مجالات الاستدامة وتطوير المدن الذكية، وركّزت الجلسات على آليات دمج التقنيات الذكية ضمن استراتيجيات التخطيط الحضري، ورفع كفاءة استخدام الطاقة، وإرساء دعائم مجتمعات حضرية مرنة وصحية وقادرة التكيف. كما أتاح الحدث للمشاركين فرصة استكشاف أحدث الابتكارات والتقنيات المتقدمة التي تهدف إلى تقليص البصمة الكربونية وتحقيق تحسن ملموس في جودة الحياة في المناطق الحضرية.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي: "تشكل المدن الصحية حجر الأساس لمستقبل مستدام. نُدرك تماماً في جامعة أبوظبي أهمية الترابط الوثيق بين الصحة البيئية والابتكار والرفاهية المجتمعية، ونسعى باستمرار إلى دعم المبادرات التي تُسهم في بناء بيئات حضرية أكثر استدامة وجودةً للحياة حيث يعكس هذا الحدث التزامنا الراسخ بتعزيز الحوار البنّاء وترسيخ ثقافة الابتكار في مجال التنمية المستدامة، انسجاماً مع رؤية دولة الإمارات الطموحة نحو مستقبل أكثر خضرة وذكاءً وصحة، كما تحرص الجامعة دائماً على التعاون المثمر مع شركاء دوليين مرموقين، مثل جمهورية ألمانيا الاتحادية، بهدف تبادل المعرفة وتعزيز الجهود العالمية المشتركة لتسريع التحول نحو بناء مجتمعات حضرية مستدامة، داخل دولة الإمارات أو على مستوى العالم."
وأشار د. سفيان مغايضة، عميد مكلف كلية العلوم الصحية، جامعة أبوظبي، إلى أهمية تصميم المدن وفق مبادئ الاستدامة البيئية والصحة العامة، باعتبارها ركيزة أساسية لمستقبل مزدهر لجميع المجتمعات، نوهاً إلى حرص كلية العلوم الصحية بجامعة أبوظبي على استكشاف الحلول التي توظّف التقنيات الذكية ضمن ممارسات مستدامة، بهدف تحسين النتائج الصحية، وتعزيز مرونة المجتمعات، والارتقاء بجودة الحياة. وأضاف د. مغايضة: "من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات، نحرص على ترسيخ ثقافة الحوار وتعزيز التعاون متعدد التخصصات وتحفيز الابتكار، لضمان ليس قدرة مدننا على مواجهة التحديات المناخية فحسب، بل على الازدهار المستدام لخدمة الأجيال القادمة."
من جانبه، قال ألكسندر شونفيلدر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة: "تقف مدن اليوم في خطوط المواجهة الأمامية التي تفرضها تحديات التغيّر المناخي، لكنها في الوقت ذاته تمتلك مفاتيح الحل، باعتبارها مراكز للابتكار والتعاون، إذ تملك هذه المدن القدرة على قيادة الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة. وتُشكّل التجارب الألمانية، مثل الأسطح الخضراء في "برلين" والمناطق الخالية من السيارات في "فرايبورغ"، نماذج ملهمة لممارسات حضرية مستدامة. ونشكر جامعة أبوظبي على استضافة هذا الحدث البارز، الذي يسهم في تعزيز الحوار البنّاء من أجل بناء مجتمعات صحية ومستدامة."
سلط الحدث الضوء على حلول مبتكرة لتطوير مدن مستدامة وصديقة للبيئة
شارك في المؤتمر عدد من الخبراء البارزين من من قسم الصحة والعامة والبيئية في كلية العلوم الصحية بجامعة أبوظبي، بالإضافة إلى مؤسسات رئيسية مثل وزارة الطاقة والبنية التحتية، دائرة البلديات والنقل، شركة سيمنز، شركة ساب، جامعة كامبريدج، ومركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير). واستعرض المشاركون في الحدث حلولاً قابلة للتطوير تهدف إلى بناء مدن صديقة للبيئة ومتطورة تكنولوجيًا، حيث تم التركيز على ضرورة إعطاء الأولوية للصحة العامة والاستدامة في التصاميم الحضرية المستقبلية.